القرآن شفاء .
الجمعة, 13 آب 2010 00:00 د. صلاح الخالدي . .د. صلاح الخالدي - أخبرنا الله أنه جعل كتابه الكريم شفاءً ورحمة للمؤمنين، فقال عز وجل: } وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خساراً{ (سورة الأنبياء ).
ونحب أن نشير إلى بعض مظاهر الشفاء القرآني في هذا العصر، عصر كثرة الأمراض على اختلاف أصنافها وأنواعها، فهذا عصر المرض الوبائي الذي يغزو القلوب والعقول والأبدان والأرواح.
إن أمتنا مصابة بأمراض عديدة، أمراض جسمية ونفسية، أمراض روحية وعقلية، أمراض مادية ومعنوية، أمراض فردية وجماعية، أمراض سياسية واقتصادية، أمراض تعليمية وإدارية، أمراض رجالية ونسائية...، فإذا كانت الأمة بهذه الحال المرَضية الوبائية الخطيرة، وإذا كان الله قد جعل القرآن الكريم شفاء لها، فلماذا لا تُقبل على هذا الشفاء القرآني الناجع الذي هو من الله العليم الخبير؟ ولماذا تبحث عن شفاء في غيره؟ ولماذا نظن السم الناقع الذي يقدمه لها الأعداء بلسماً شافياً؟
وبما أن طبيعة القرآن أنه شفاء، وهذه من أبرز مزاياه، فإن بعض قاصري النظر من المسلمين قد ضيّعوا هذا الشفاء القرآني الواسع، حيث حصروه على جانب واحد، وقد لا ينطبق عليه إلا هو الشفاء المادي من أمراض الجسم المختلفة، فإذا ما أصيب أحد المسلمين بمرض في جسمه، سارعوا بكتابة أو قراءة آيات عليه ليشفى من مرضه! وقد قسم هؤلاء آيات من القرآن لمختلف أنواع أمراض الجسم، فهذه آيات للصداع، وهذه آيات لألم الضرس، وهذه آيات لألم البطن، وهذه آيات للرعشة، وهذه آيات للمفاصل، وهكذا.. وإن كلّمت أحدهم قال لك: القرآن شفاء، والاستشفاء بالقرآن من السنة.
صحيح أن الاستشفاء بالقرآن من السنة، وأنه يجوز أن نقرأ على بعض مواضع الألم في الجسم آيات من القرآن، على أن تسارع بالذهاب إلى الطبيب، وأخذ العلاج بعد ذلك، مع التوكل على الله، هذا جانب صغير من جوانب الشفاء القرآني.
يا قوم القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، القرآن شفاء لمختلف أمراض الأفراد والجماعات ومختلف أمراض النفس الإنسانية، أمراضها النفسية والقلبية والروحية والعقلية والمادية والمعنوية.
يا مرضى الأرواح والقلوب، خذوا الشفاء القرآني.. ويا مرضى التصورات والأفكار والعقول، عالجوا أمراضكم بالقرآن.. ويا مرضى الهمم والعزائم والإرادات، أزيلوا أمراضها بالقرآن.
القرآن شفاء لأمراض البخل والجبن، وأمراض الطمع والجشع، وأمراض الحرص على المال والجاه والمنصب والمركز!! القرآن شفاء لأمراض السياسيين والإداريين، وأمراض الوزراء والمسؤولين وأمراض القادة والحاكمين، وأمراض الأتباع والمتبوعين، وهو قادر بإذن الله على أن يشفي جميع هؤلاء، ويزيل جميع أمراضهم !!
القرآن شفاء، وينتظر من يتعالجون به، فأين المقبلون عليه المستشفون به؟